لأبي عبد الله عليه السلام أكون في السفر وتحضر الصلاة وليس معي ماء ويقال ان الماء قريب منا فاطلب الماء وأنا في وقت يمينا وشمالا؟ قال: لا تطلب الماء ولكن تيمم فاني أخاف عليك التخلف عن أصحابك فتضل ويأكلك السبع.
قال الشيخ أيده الله (والصعيد هو التراب وإنما سمي صعيدا لأنه يصعد من الأرض على وجهها والطيب ما لم يعلم فيه نجاسة).
يدل على ذلك ما ذكره ابن دريد في كتاب الجمهرة عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ان الصعيد هو التراب الخالص الذي لا يخالطه شيخ ولا رمل، وقوله حجة في اللغة ولأنه لا يخلو أن يكون المراد به التراب أو نفس الأرض أو ما تصاعد على الأرض، فإن كان الأول فقد تم ما قلناه، وإن كان الثاني لم يدخل أيضا فيه ما ذهب مخالفونا إليه من أصحاب أبي حنيفة لان الكحل والزرنيخ لا يسمى أرضا بالاطلاق كما لا يسمى سائر المعادن كالفضة والذهب والحديد بأنه أرض، ألا ترى انه لا يقول من عنده شئ من الكحل أو الزرنيخ عندي قطعة من الأرض، فعلم أنه لا يطلق عليه اسم الأرض، وإن كان المراد به ما تصاعد على الأرض فلا يخلو أن يراد ما تصاعد عليها مما هو من جنسها أو مالا يكون من جنسها فإن كان الأول فقد ثبت ما ذكرناه وإن كان الثاني فهو باطل لان فيما يتصاعد على الأرض ما لا يطلق عليه اسم الصعيد مثل الثمار والمعادن وكل شي خارج من جنس الأرض.
ثم قال: (ويستحب التيمم من الربى وعوالي الأرض التي تنحدر منها المياه فإنها أطيب من مهابطها).
يدل على ذلك.
(537) 11 ما أخبرني به الشيخ عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن