الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي - الصفحة ٦٩
ثم نهض مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابية - وتبعته، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله عليه السلام.
قال: فاستأذنا، فأذن لي قبله، ثم أذن له، فدخل.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان (أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة) (6)؟ إن الذي أتاك به فلان الحق، فخذ به.
قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، أنا أحب أن أسمعه من فيك.
فقال: ابني موسى (عليه السلام) إمامك ومولاك (من - خ) بعدي، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر.
قال: فالتفت إلي - وكان رجلا (7) له قبالات يتقبل بها، وكان يحسن كلام النبطية - فالتفت إلي فقال: (رزقه) (8).
قال: فقال أبو عبد الله: إن (رزقه) بالنبطية: خذ هذا، أجل خذها (9).

6 - مقتبس من الآية (52) من سورة المدثر.
7 - في النسختين: وكان رجل.
8 - كذا في البحار، في الموضعين، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء.
9 - روى المسعودي في إثبات الوصية (ص 187) عن (إبراهيم بن مهزيار) بسنده مثله، وروى الصفار في البصائر (ص 336) عن محمد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن، عن الفيض بن المختار، قطعة منه نحوه، ونقله عنه في البحار (47 / 83 و 48 / 14)، ورواه الكليني في الكافي (1 / 309) عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر.
وعن الكافي في إعلام الورى (297) وإثبات الهداة (5 / 470)، وروى الكشي (ص 354 رقم 663) عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن الميثمي، عن ابن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار، وعنه، عن علي بن إسماعيل، عن أبي نجيح عن الفيض، مثله، وعنه البحار (48 / 26) وروي في إرشاد المفيد (324) عن عبد الأعلى عن الفيض، قطعة منه.
واعلم أن الكشي ذكر (في الموضع المذكور) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد الله عليه السلام نصه على ابنه موسى بن جعفر عليه السلام، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل، فإن من المحتمل قويا أن يكون (أبو جعفر الضرير) هو محمد بن الفيض بن المختار، راويا عن أبيه الفيض.
وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله (ص 240) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر، فنحتمل فيه التصحيف، وأن الصحيح: ابنه (أبو) جعفر.
وذلك لأنا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير (محمد) وقد جاءت روايته في الإقبال (ص 10) في زيارة الصادق عليه السلام نقله في البحار (ج 101 / ص 98) كما إنا لا نجد لجعفر بن الفيض ذكرا في كتب الرجال، بل المذكور، هو محمد بن الفيض بن المختار، كما في رجال الشيخ (ص 298 رقم 287) مضافا إلى أن المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر عادة.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 الإمامة والتبصرة 19
3 باب الوصية من لدن آدم عليه السلام 21
4 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 25
5 باب في أن الإمامة عهد من الله تعالى 37
6 باب أن الله عز وجل خص آل محمد (عليهم السلام) بالإمامة دون غيرهم 40
7 باب أن الإمامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام 47
8 باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين عليهما السلام 55
9 باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام 56
10 باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ 59
11 باب إمامة علي بن الحسين عليه السلام وابطال إمامة محمد بن الحنفية 60
12 باب إمامة الباقر: أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام 63
13 باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام 65
14 باب إمامة موسى بن جعفر عليه السلام 66
15 باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر 71
16 باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر 72
17 باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف 75
18 باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى عليه السلام 77
19 باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية 82
20 باب معرفة الامام انتهاء الأمر إليه بعد مضي الأول 84
21 باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام عليه السلام 87
22 باب في من أنكر واحدا من الأئمة عليهم السلام 90
23 باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى 91
24 باب النوادر 92
25 المستدرك 97
26 باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبى الحسن علي الهادي (ع) 99
27 باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) 100
28 باب إمامة القائم عليه السلام 101
29 باب في ذكر حديث اللوح، وان الامام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري 103
30 باب في ولادة المهدي عليه السلام 109
31 باب أن المهدي من ولد الحسين عليه السلام 110
32 باب أن المهدى هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك 113
33 باب في أوصاف المهدي عليه السلام 115
34 باب في النهي عن تسميته عليه السلام 117
35 باب في الغيبة 119
36 باب ما يصنع الناس في الغيبة 124
37 باب في آيات ظهوره 128
38 باب أن لديهم الكتب التي أنزلت على الأنبياء 139
39 باب أنهم القرى الظاهرة 140