الأصول الستة عشر - عدة محدثين - الصفحة ٧
إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم يشار إليهم بالأصابع تنكبوا الطرق واتخذوا الماء طيبا وطهورا أنفسهم متعوبة وأبدانهم مكدورة والناس منهم في راحة فهم عند الناس شرارا لخلق وعند الله خيار الخلق ان حدثوا لم يصدقوا وان خطبوا لم يزوجوا وان شهدوا لم يعرفوا وان غابوا لم يفقدوا قلوبهم خائفة وجلة من الله ألسنتهم مسجونة وصدورهم وعاء لسر الله (سر الله خ د) ان وجد واله اهلا نبذوه إليه نبذا وان لم يجدوا له اهلا ألقوا على ألسنتهم اقفالا غيبوا مفاتيها و جعلوا على أفواههم اوكية صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شئ خزان العلم ومعدن الحلم والحكم وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أكياس يحسبهم المنافق خرساء وعمياء وبلهاء وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله انهم لا كياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة الله أسكنتهم الخشية لله واعيتهم ألسنتهم خوفا من الله وكتمانا لسره فوا شوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم يا كرباه لفقدهم و يا كشف كرباه لمجالستهم اطلبوهم فإن وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتهم (فزتم خ د) بهم في الدنيا والآخرة هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر حليتهم طول السكوت بكتمان السر والصلاة و الزكاة والحج والصوم والمواساة للاخوان في حال اليسر والعسر فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب هم وارث الفردوس خالدين فيها ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في النار المحبورون في الجنان فذلك قول أهل النار مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار فهم أشرار الخلق عندهم فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم في النار فيقولون يا ليتنا نرد فنكون مثلهم فلقد كانوا هم الأخيار وكنا نحن الأشرار فذلك حسرة لأهل النار
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست