فدعوته فلما اتاه قال يا سلمان اذهب إلى بيت أم سلمة فاتني بالبساط الخيبري قال جابر فما لبثنا ان جائنا سلمان بالبساط فأمره ان يبسط ثم أمر القوم فجلس كل واحد منهم على ركن من أركانه وكانوا ثلاثة ثم خلا رسول الله ص بسلمان فأطال مناجاته فاسر إليه سرا خفيا ثم امره ان يجلس على الركن الرابع من البساط ثم قال له النبي ص يا علي اجلس متوسطا وقل ما أمرتك به فإنك لو قلته على الجبال لسرت أو قلته على الأرض لتقطعت من وراءك ولطويت كل من بين يديك ولو كلمت به الموتى لأجابوك بإذن الله بل الله والقوة بالله فقال له بعض القوم يا رسول الله هذا لعلى خاصة قال نعم فاعرفوا ذلك له قال جابر فلما اخذ كل واحد مجلسه اختلج البساط فلم أره الا ما بين السماء والأرض فلما رجع سلمان ولقيته خبرني انهم ساروا بين السماء والأرض لا يدرون أشرقا أم غربا حتى انقض بهم البساط على كهف عظيم عليه باب من حجر واحد قال سلمان فقمت بالذي امرني به رسول الله ص قال جابر فقلت لسلمان وما الذي كان امرك به رسول الله ص قال امرني إذا استقر البساط مكانه على الأرض وصرنا عند الكهف ان أمر أبا بكر بالسلام على أهل ذلك الكهف وعلى الجميع فأمرته فسلم عليهم بأعلى صوته فلم يردوا عليه شيئا ثم سلم أخرى فلم يجب فشهد أصحابه على ذلك وشهدت عليه ثم أمرت عمر فسلم عليهم بأعلى صوته فلم يردوا عليه شيئا ثم سلم أخرى فلم يجب فشهد أصحابه على ذلك وشهدت عليه ثم أمرت عبد الرحمن بن عوف فسلم عليهم فلم يجب فشهد أصحابه على ذلك وشهدت عليه ثم قمت انا فأسمعت الحجارة والأودية صوتي فلم أجب فقلت لعلى فداك أبي وأمي أنت بمنزلة رسول الله ص حتى نرجع ولك السمع والطاعة وقد امرني ان امرك بالسلام على أهل هذا الكهف اخر القوم وذلك لما يريد الله لك وبك من شرف
(١٢٩)