معجم ألفاظ الفقه الجعفري - الدكتور أحمد فتح الله - الصفحة ١٠
وحيث أن الحل الأول لم يقدر له أن يؤخذ به بعد المبادرة التي قام بها السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) في رسالته العملية (الفتاوي الواضحة) فليس أمامنا إلا الحل الثاني، فكانت له - فيما أعلم - ثلاث تجربات متزامنة، آخرها صدورا هو هذا المعجم الذي بين يدي القارئ الكريم، وقد قارن مؤلفه الأخ العزير الدكتور أحمد فتح الله في مقدمته له، بينه وبين الكتابين الآخرين (مصطلحات الرسائل العملية للشيخ ياسين العاملي، والقاموس الفقهي لحسين مرعي) وأبان عن الفروق العلمية والفنية، ونظرة واحدة تلقى على الكتب الثلاثة تؤكد صحة ما أبان عنه.
ومضافا إلى ما أشرت إليه من أن مثل هذا المعجم يقوم بدور حل مشكلة لغة الرسالة العملية هو أيضا مطلب أساسي يفتقر إليه الوسط الثقافي بسبب تطور وسائل وأساليب البحث العلمي والدرس الأكاديمي المعاصرين، وذلك ليكون لفقهنا الحضور العلمي المعاصر، وقد لست الحاجة الماسة لمثل هذا المعجم وأنا أزور أكثر من جامعة في بريطانيا لتوثيق العلاقات الثقافية بينها وبين (الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية) حيث رأيت أقسام ودوائر الدراسات الشرقية والاسلامية تدعو لتأليف مثل هذا المعجم، وقد كنت من قبل هذا رأيت الحاجة ملحة لوضع معجم ألفاظ الفقه الجعفري عندما قمت بتحقيق كتاب (هداية الناسكين من الحجاج والمعتمرين) للشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر، والتعليق عليه، وصرحت بمقدمتي له بذلك، ورجوت أن تحقق هذه الأمنية * والآن عندما وقعت عيناي على هذا المعجم سررت جدا لتحقق الأمنية، ذلك أن هذا المعجم تميز وامتاز بالتزام مؤلفه تدوينه وفق أحدث وأهم التقنيات في كتابة المعجم، وكذلك برجوعه إلى مختلف المصادر العلمية التي ينبغي الرجوع إليها لوضع مثل هذا المعجم من معجمات لغوية منفردة ومزدوجة، وموسوعات ثقافية عامة، ومدونات فقهية خاصة، ذكر كثيرا منها في قائمة مراجعه، بالإضافة إلى تطوافه لعدة سنوات في رحاب رسائل عملية شتى ومتون فقهية مختلفة ومتعددة.
وقد ساعد على هذا تخصصه العلمي النادر في حقل على اللغة التطبيقي الذي يكون عند من يتخصص به نتيجة المقارنة والموازنة بين لغتين أو أكثر، الذهنية العلمية المبدعة والناقدة.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 7 9 10 11 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست