رسول الله (ص) في المقبرة يقول: ناولوني صاحبكم، وإذا هو الذي كان يرفع صوته بالذكر) (1) وكان ذلك ليلا كما يدل عليه قول جابر: (رأى ناس نارا في المقبرة..) إلخ. ودفن النبي (ص) ليلا، روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل، ليلة الأربعاء (2) والمساحي هي الآلات التي يجرف بها التراب، ودفن أبو بكر وعثمان وعائشة وابن مسعود ليلا، وما روي مما يدل على كراهية الدفن ليلا فمحمول على ما إذا كان التعجيل بدفنه ليلا يخل بالصلاة عليه كما جاء ذلك في الحديث الصحيح، أو من أجل أن لا يساء كفنه، ولأنه أسهل على من يشيع جنازته وأمكن لإحسان دفنه، واتباع السنة في كيفية لحده، وهذا إذا لم توجد ضرورة إلى تعجيل دفنه، وإلا
(٤٧٥)