خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٤١٧
فمما وليها من الأسماء قول الله عز وجل: لو أنتم تملكون وقال جرير: لو غيركم علق الزبير بحبله البيت. انتهى.
والظاهر أن الرواية عنده بالرفع وهو الصحيح لأن علق لا يتعدى إلى مفعول صريح.
وكذلك رواه ابن هشام في مغني اللبيب عند الكلام على لو غيركم بالرفع. ويرد عليه أن هذا لا يصح لأن المتعلق بالحبل الزبير لا غيركم. وقد يوجه بأن التعلق من الطرفين: من الزبير بنزوله عندهم ومن الغير بحفظ الذمام. وفيه تعسف والظاهر أن هذا مما حذف فيه كان الشأنية كقوله: البسيط) لو في طهية أحلام لما عرضوا وجملة غيركم علق الزبير بحبله من المبتدأ والخبر خبر كان الشانية المحذوفة. أو يكون غيركم اسم كان المحذوفة الناقصة وجملة علق الزبير في محل نصب على أنه خبرها.
وإنما أطنبت في شرح هذا البيت لأني لم أر أحدا وفي حقه من الشراح حتى إن الدماميني مع جلالته ما فهم معناه قال في الحاشية الهندية على المغني: والذي يظهر أن غرض الشاعر ذم مخاطبيه بأنهم لا قوة لهم يحكمون بها من التجأ إلى جوارهم.
يقول: لو تمسك الزبير بذمة غيركم لم يلتفت إلى جوار قومه واستمسك بهؤلاء الذين استجار بهم لكونهم من الحماية له بحيث يفوقون عصبة قومه.
يعني: وأما أنتم فلستم بهذه المثابة فلا يعتد الزبير باعتصامكم بل هو مستمسك بجوار قومه لا يرد عليهم لافتقاره إليه وضعفكم.
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»