يريد أن قوم الفرزدق غدروا بالزبير بن العوام فقتلوه. يقول: لو كان في ذمة غيركم لأدى ذمته إلى بني العوام ولم يغدر به.) وملخص سبب قتله أن الزبير لما جاء مع عائشة في وقعة الجمل ذكره علي رضي الله عنه بقول النبي عليه الصلاة والسلام: إنك ستحاربه وأنت ظالم له فاسترجع وقال: أذكرتني شيئا أنسانيه الدهر.
ثم فارق المعركة آخذا طريق مكة فنزل على قوم من بني تميم فقام إليه عمرو ابن جرموز المجاشعي فأضافه ثم قال له: يا أبا عبد الله حدثني عن خصال أسألك عنها. قال: هات.
قال: خذلك عثمان وبيعتك عليا وإخراجك أم المؤمنين وصلاتك خلف ابنك ورجوعك عن هذه الحرب. فظن بي كل شيء إلا الجبن.
فانصرف وهو يقول: وا لهفي على ابن صفية أضرمها نارا ثم أراد أن يلحق بأهله قتلني الله إن لم أقتله. ثم رجع إليه كالمستنصح. قال: يا أبا عبد الله دون أهلك فيافي فخذ نجيبي هذا وخل فرسك ودرعك فإنهما شاهدان عليك بما تكره.
ولم يزل به حتى ترك عنده فرسه ودرعه وخرج معه إلى وادي السباع وأراه أنه يريد مسايرته ومؤانسته فقتله غيلة وهو يصلي وأتى بسيفه إلى أمير المؤمنين وأخبره بقتله فبشره علي بالنار.
ثم خرج ابن جرموز على علي مع أهل النهروان فقتل مع من قتل هناك.
وهذا البيت أورده المبرد في الكامل إلا أنه رواه بنصب غيركم قال: تصب بفعل مضمر يفسره ما بعده لأنها للفعل. وهو في التمثيل: لو علق الزبير غيركم. انتهى.
وأورده أيضا أبو بكر بن السراج في الأصول في باب أن المفتوحة قال: إن الأسماء تقع بعد لو على تقدير تقديم الفعل الذي بعدها.