أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٢٠٢
قلت: يا رسول الله، فمن كان فيه ذاك الذي يذكر به (1).
قال: إعلم إنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، وإن ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.
يا أبا ذر، من ذب عن أخيه المسلم المؤمن الغيبة، كان حقا على الله - جل ثناؤه - أن يعتقه من النار.
يا أبا ذر، من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره، نصره الله عز وجل في الدنيا والآخرة، وإن خذله وهو يستطيع نصره، خذله الله في الدنيا والآخرة.
يا أبا ذر، لا يدخل الجنة فتان قلت: يا رسول الله، وما الفتان؟ قال: النمام.
يا أبا ذر، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز وجل في الآخرة.
يا أبا ذر، من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا والآخرة، فهو ذو لسانين في النار.
يا أبا ذر، المجالس بالأمانة، وإفشاؤك سر أخيك خيانته، فاجتنب ذلك واجتنب مجلس العشيرة.
يا أبا ذر، تعرض أعمال أهل الدنيا على الله عز وجل، من الجمعة إلى الجمعة وفي الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدا كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا أعمال هذين حتى يصطلحا.
يا أبا ذر، إياك وهجران أخيك، فإن العمل لا يتقبل، فإن كنت لا بد فاعلا فلا تهجره أكثر من ثلاثة أيام كملا، فمن مات فيها مهاجرا لأخيه كان أولى به النار.
يا أبا ذر، من أحب أن يتمثل له الرجال قياما، فليتبوأ مقعده من النار.
يا أبا ذر، من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر، لم يجد رائحة الجنة، إلا أن يتوب قبل ذلك.
فقال رجل: يا رسول الله، إني ليعجبني الجمال حتى وددت أن علاقة

1 - في الأصل: " ذلك الذي به كذبه "، وما أثبتناه من الأمالي.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»