القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٣٥
(والحماطة) سوداء القلب أو حبته وصميمه و (الجلجلان) القلب وهو أنسب بالمقام من تفسيره بحبه القلب لان الحماطة هنا معناها الحبة وأما (اللمطة) فهي النكتة البيضاء في سواد والسواد في بياض لانهم عدوها من الأضداد ويؤيده الحديث الايمان يبدو كظلمة بيضاء في القلب كلما زاد الايمان زاد البياض وإذا استكمل الايمان أبيض القلب كله وان النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب كلما زاد النفاق زاد السواد فإذا استكمل النفاق اسود القلب كله ويم الله لو شققتم عن قلب مءمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود (الرباط) بالكسر هو القلب هذا ملخص كلام المحشى عليه وذكر له عدة مؤلفات ينقل عن بعضها فيما يأتي كالروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف وشرح البخاري وان لم يتم له كتاب المصابيح وشرح مشارق الأنوار وغير ذلك فلينظر في الحاشية فإنها في رواق التراك بالجامع الأزهر 3 مجلدات (المقصد) في بيان الأمور التي اختص بها القاموس وهى سبعة ذكرها في قوله (فكتب بالحمرة المادة المهملة لديه) أي الجوهري إلى أن قال (ومن أحسن ما اختص به هذا الكتاب تلخيص الواو من الياء وذلك قسم يسم المصنفين باعى والاعياء) إلى قوله (فتلخص وكل غث إن شاء الله عنه مصروف) وبيان ذلك أن المواد التي زادها على الجوهري ميزها بالكتب بالحمرة لتظهر للناظر في بادئ الرأي وهذا هو الأول ولما كان التمييز بالحمرة متعسرا في الطبع جعلنا للتمييز كيفية وهى أن تجعل الكلمة الأصلية بين قوسين والمزيدة على الصحاح يجعل فوقها خط ممتد إشارة إلى الفرق بينهما (والثاني تخليص الواو من الياء) وهذا قد جعل له اصطلاحا في باب المعتل فيكتب صور الواو ويذكر مادته ثم يصور الياء ويتبعها باليائى وذلك نحو أتا فإنه استعمل في كلامهم مادة الأتو وهو الاستقامة في السير ومادة الأتى باتحية وهو الاتيان والمجئ فيكتب أولا صورة الواو فقط فإذا فرغ من المادة الواوية كتب صورة بالياء وان أهمل أحد الحرفين تركه وصور المستعمل فقط وتارة يصور الحرفين معا تارة مجموعين وتارة متفرقين مقدما الواو غالبا ومؤخرها نادرا لأسرار يعرفها الفطن وتارة يترك صورة الواو ويذكر مادته ثم يصور الياء بعد المادة الواوية فيظهر التمييز وهذا وإن كان فيه اختصار لكنه لو كتب ذلك بلسان القلم ونص عليه كما فعل الجوهري وابن سيده لكان أضبط فإنه في القاموس يترك أحيانا من الكاتب أو يصحف أحد الحرفين بالآخر فلا يعرف حقيقة الامر الامهرة أهل الفن وقول المصنف يسم مضارع وسمه إذا جعل له سمة أو سيما وهى العلامة وانما كان تخليص الواو من الياء يسم المصنفين بالعي والاعياء لان ذلك يتوقف على الإحاطة التامة والاستقراء التام فان التمييز بين الممدودات والمقصورات ومعرفة ألف الممدود الثانية هل هي أصلية كقراء ووضاء أو عن واو كسماء وكساء أو عن ياء كقضاء وبناء وألف المقصور هل هي زائدة كحبلى أو عن واو كمعطي اسم مفعول أو عن ياء كمرمى بالفتح مصدره من رماه كل ذلك مما يتوقف على السعة التامة ولا يقدر على ذلك الا مهرة الفن العالمون بدقائقه ووراء ما مثلنا أمور مشتبهة يتوقف ادراكها على اطلاع عظيم وعلم صحيح ولكن المصنف لم يختص في صحاحه (الأمر الثالث) ما ذكره بقوله (ومنها أنى لا أذكر ما جاء من جمع فاعل المعتل العين على فعله الا أن يصح موضع العين منه كجولة وخولة وأما ما جاء منه معتلا كباعة وسادة فلا أذكره لاطراده) ومعناه المختار عند المحشى انى لا أذكر ما جاء من جمع فاعل الذي هو اسم فاعل المعتل العين أي الذي عينه حرف علة ياء كبائع أو واو كقائل على فعله أي محركه بفتح الفاء والعين معا في حالة من الأحوال الا أن يصح أي يعامل موضع العين من الجميع معاملة الصحيح بحيث يتحرك ولايعل كجولة بالجيم جمع جائل اسم فاعل من جال
(٣٥)
مفاتيح البحث: الوقوف (3)، الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»