تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٦ - الصفحة ٩١
تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا) بخع يبخع بخعا وبخوعا أهلك من شدة الوجد وأصله الجهد قاله الأخفش والفراء. وفي حديث عائشة ذكرت عمر فقالت: بخع الأرض أي جهدها حتى أخذ ما فيها من أموال الملوك. وقال الكسائي: بخع الأرض بالزراعة جعلها ضعيفة بسبب متابعة الحراثة. وقال الليث: بخع الرجل نفسه قتلها من شدة وجده. وأنشد قول الفرزدق:
* ألا أيهذا الباخغ الوجد نفسه * لشيء نحته عن يديه المقادير * أي نحته بشد الحاء فخفف. قال أبو عبيدة: كان ذو الرمة ينشد الوجد بالرفع. وقال الأصمعي: إنما هو الوجد بالفتح انتهى. فيكون نصبه على أنه مفعول من أجله. جرزت الأرض بقحط أو جراد أو نحوه: ذهب نباتها وبقيت لا شيء فيها وأرضون أجراز، ويقال: سنة جرز وسنون أجراز لا مطر فيها، وجرز الأرض الجراد أكل ما فيها، وامرأة جروز أي أكول. قال الشاعر:
* إن العجوز خبة جروزا * تأكل كل ليلة قفيزا * الكهف النقب المتسع في الجبل فإن لم يك واسعا فهو غار. وقال ابن الأنباري. حكي اللغويون أنه بمنزلة الغار في الجبل. الرقيم: فعيل من رقم إما بمعنى مفعول وإما بمعنى فاعل، ويأتي إن شاء الله الاختلاف في المراد به عن المفسرين. فأما قول أمية بن أبي الصلت:
* وليس بها إلا الرقيم مجاورا * وصيدهم والقوم في الكهف همد * فعني به كلبهم. أحصي الشيء حفظه وضبطه. الشطط: الجور وتعدي الحد والغلو. وقال الفراء: اشتط في الشؤم جاوز القدر، وشط المنزل بعد شطوطا، وشط الرجل وأشط جار، وشطت الجارية شطاطا وشطاطة طالت. تزور: تروع وتميل. وقال الأخف 5: تزور تنقبض انتهى. والزور الميل والأزور المائل بعينه إلى ناحية، ويكون في غير العين. قال ابن أبي ربيعة:
وجبني خيفة القوم أزوره وقال عنترة:
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»