عدم سهو النبي (ص) - الشيخ المفيد - الصفحة ٢٠
قال: وقد أخرجت عنه أخبارا في كتاب وصف قتال القاسطين بصفين.
ولو جاز رد الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز رد جميع الأخبار، وفي ردها إبطال الدين والشريعة " (1).
وسألت - أعزك الله بطاعته - أن أثبت لك ما عندي فيما حكيته عن هذا الرجل، وأبين عن الحق في معناه، وأنا مجيبك إلى ذلك، والله الموفق للصواب.
إعلم، أن الذي حكيت عنه ما حكيت، مما قد أثبتناه، قد تكلف ما ليس من شأنه، فأبدى (2) بذلك عن نقصه في العلم وعجزه، ولو كان ممن وفق لرشده لما تعرض لما لا يحسنه، ولا هو من صناعته، ولا يهتدي إلى معرفة طريقه، لكن الهوى مود لصاحبه، نعوذ بالله من سلب التوفيق، ونسأله العصمة من الضلال، ونستهديه في سلوك منهج الحق، وواضح الطريق بمنه.
الحديث الذي روته الناصبة، والمقلدة من الشيعة أن النبي صلى الله عليه وآله سها في صلاته، فسلم في ركعتين ناسيا، فلما نبه على غلطه فيما صنع، أضاف إليها ركعتين، ثم سجد سجدتي السهو، (3) من أخبار

(١) إلى هنا آخر كلام الشيخ الصدوق في الفقيه ١: ٢٣٤ - ٢٣٥ بتفاوت يسير في اللفظ.
(٢) في نسخة " ج " فأبرأه.
(٣) ورد الحديث بألفاظ مختلفة، وفي أوقات متعددة في مختلف الكتب الحديثية من الفريقين، لا يمكن الإشارة إلى جميع هذه الأحاديث، ونكتفي بذكر رواية واحدة رواها الشيخ الكليني في الكافي ٣: ٣٥٥ الحديث الأول. بسنده يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بالناس الظهر ركعتين، ثم سها فسلم، فقال له ذو الشمالين: يا رسول الله أنزل في الصلاة شئ؟
فقال: وما ذاك؟! قال: إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أتقولون مثل قوله؟ قالوا: نعم، فقام صلى الله عليه وآله فأتم بهم الصلاة، وسجد بهم سجدتي السهو... إلى آخره.
ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب ٢: ٣٤٥ الحديث 1433 بنفس الطريق واللفظ.
وروى أبو داود في سننه 1: 118 - 122 الحديث 435 - 447 وغيره في كتب الحديث أخبارا مختلفة في هذا الباب فلاحظ.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»