لزم أن يتحتم حضور الجماعة لأنه أمر ودعاء وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة فتركه شفقة على أمته (والثاني) انه لو أذن لكان اما أن يقول أشهد أن محمدا رسول الله وليس ذلك بجزل والقائل محمد الرسول صلى الله عليه وسلم واما أن يقول أشهد أني رسول الله وهو تغيير لنظم الاذان (والثالث) انه ما كان يفرغ للمحافظة على الاذان لاشتغاله بسائر مهمات الدين من الجهاد وغيره والصلاة لابد من اقامتها بكل حال فآثر الإمامة فيها والي هذا الوجه أشار عمر رضي عنه بقوله (لولا الخليفي لاذنت) ولمن نصر الوجه الأول أن يقول لا أسلم أنه لو اذن لتحتم الحضور وإنما يلزم ذلك أن لو كان الامر والدعاء في هذا الموضع للايجاب ومعلوم ان الأوامر منقسمة إلى ما يكون للايجاب والى ما يكون للاستحباب وأما الثاني فلم قلتم انه لو قال اشهد ان محمدا رسول الله لاختلت الجزالة ألا ترى ان الله تعالى يقول (إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب) ولم يقل
(١٩٤)