الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ١٠
أخو غمرات ما يوزع جأشه * إذا الموت بالموت ارتدى وتأزرا دائم الحركة جم النشاط قوي الشكيمة شديد الشعور بواجب الزعامة.
على خير ما كان الرجال خلاله * وما الخير إلا قسمة ونصيب حريصا على مصالح الناس الدينية والدنيوية، كثير العناية بشؤونهم الاجتماعية والأخلاقية كان يصلي بالناس الجماعة ثم يقعد للارشاد وفصل الخصومات ثم ينهض فيدور في الأسواق والسكك فإن رأى جدارا مائلا أمر أهله بإصلاحه أو طريقا فاسدا أو خلفا مظلما أمر أهله أن يضيئوا فيه للمارة، وإن رأى امرأة أمرها بالحجاب، وإن كانت من القواعد أمرها بالتستر، ومن آثاره الاصلاحية إحداث البراقع للنساء باليمن وإلزامهن بذلك وكان يقف على أهل كل بضاعة ويحذرهم من الغش ويسعر لهم بضاعتهم وينهاهم عن التظالم، وكأن يقول: إنما ورد النهي عن التسعير على أهل الوفاء وأهل التقوى، فإذا ظهرت الظلامات وجب على أولياء الله أن ينهوا عن الفساد كله، ويردوا الحق إلى مواضعه، ويزيحوا الباطل من مكانه ويأخذوا على يدي الظالم فيه.
كان يتفقد السجون بنفسه ويسأل عن ذنوب المسجونين فمن كان في دين نظر في جدته وإفلاسه، ومن كان في ذنب تفقد جرمه وأمره، وفحص عن أحواله، وكان رحيما بالفقراء والأيتام.
مؤلفاته:
في الحدائق الوردية روى السيد أبو طالب باسناده عن المرتضى محمد بن الهادي عليهما السلام قال: إن يحيى بن الحسين بلغ من العلم مبلغا يختار عنده ويصنف وله سبع عشرة سنة، وهذه من عجائب الروايات التي تضمنت خرق العادات ولقد تناوله الدعاء النبوي الشريف الموثوق بإجابته فارتوى من سلسال العلم المعين وتفيأ ظلال العرفان حتى تفجر العلم من جوانبه ونطق من الحكم بغرائبه، وصنف التصانيف الفائقة، والكتب البديعة الرائقة، نحو كتاب الأحكام وهو مجلدان في الفقه متضمنا تفصيل الأدلة من الآثار والسنن النبوية، والأقيسة القوية ما يشهد له بالنظر الصائب والفكر
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست