فقه للمغتربين - السيد السيستاني - الصفحة ٢٠
بلاد الكفر أن يوجد بنفسه المناخ الديني المفقود في تلك البلاد، صحيح أنه لا يستطيع إيجاد الجو العام، ولكن باستطاعته أن يخلق هذا الجو الخاص فيكيف ذاته وفق مناخه الديني الذي ينسجم معه.
إن تهيئة الجو الملائم ذي الطابع الإسلامي يشبه إلى حد ما عملية التطعيم ضد مرض لا يستطيع الفرار منه، فيحاول تدارك خطره من خلال المضادات التي يخلقها بنفسه.
إننا في الوقت الذي لا ندعي سهولة ذلك، وحل هذه المسألة ببساطة تنظيرية، إلا أننا في ذات الوقت لا يمكننا التقليل من أهمية خسارة المؤمن لالتزامه الديني الذي هو أساس مهم في تكوين شخصيته، فينبغي إذا المحافظة عليه ولو كان ذلك يتوقف على الخسارة في أي جانب من حياته.
إننا بالمقدار الذي نشدد على خطورة تلك الآثار نشدد أيضا على أهمية صيانة المؤمن من الوقوع فيها وإنقاذه منها.
إن المؤمن الذي سعى لتلك البلاد لتأمين مستقبله الدنيوي - العلمي أو الاقتصادي أو غيرهما - لا يجوز له أن يخسر مستقبله الأخروي في سبيل ذلك، تماما كأي تاجر لا ينبغي له أن يخسر شرفه أو حياته في مقابل حفنة من المال قلت أو كثرت. إذ ما قيمة هذه في مقابل تلك، وهكذا الحال في المريض الذي تحمل مرارة الدواء أو حرارة الكي لكي لا يستمر المرض فيؤدي إلى الوفاة.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»