فقه للمغتربين - السيد السيستاني - الصفحة ١٧
وضعت الشوكة المحملة بقطعة السمك على طرف الإناء، وحاولت إعادة استرجاع معلوماتي التي قرأتها عن هذه المسألة في الرسالة العملية لمقلدي وأنا أستعد للسفر.
فسألت نفسي عن زيت عباد الشمس، هل هو طاهر؟ وأجبت على الفور بنعم، لأن الحكم الشرعي يقول كل شئ لك طاهر حتى تعلم بنجاسته ولما كنت لا أعلم بنجاسة الزيت، فالزيت إذا طاهر.
هذا أولا.
ولما كان الزيت طاهرا وقلي به السمك الطاهر، فسيكون الكل طاهرا، ويحق لي أكله، ثانيا.
أما أن الذي قلى السمك الطاهر، بالزيت الطاهر، هل هو مسلم أو من أهل الكتاب فهو طاهر، أو هو غير مسلم ولا كتابي، فذلك لا يهم، ما دمت لا أعلم أن الذي قلاه قد مسه بيده.
وعودة أخرى إلى الحكم الشرعي السابق: كل شئ لك طاهر حتى تعلم بنجاسته تعطينا نتيجة واضحة، وهي أن السمك طاهر، ويحق لي أكله.
وحين وصلت إلى هذه النتيجة تنفست الصعداء واسترحت، ثم عدت فحملت الشوكة وسمكتها المغروزة بها فأكلتها.. ثم انعطفت على البطاطة المقلية بالزيت - والتي لا أعلم بنجاستها كذلك فهي طاهرة - وأكلتها.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»