فقه للمغتربين - السيد السيستاني - الصفحة ١٤
- دعني أسأل غرفة القيادة وأعود في الحال.
ذهب المضيف ليسأل غرفة القيادة، فتذكرت أني يجب أن أسأله عن شئ ما أضعه على أرضية الطائرة وأصلي عليه.
وحين عاد ومعه جواب لسؤالي عن القبلة، استأذنته أن يحضر لي شيئا ما أصلي عليه، قطعة قماش، جريدة مثلا.
فأحضر لي شرشفا فرشته على أرضية الطائرة وصليت صلاة الظهر، ثم صلاة العصر، ركعتين ركعتين، قصرا متوجها إلى القبلة، ثم سبحت تسبيح الزهراء (ع)، فكبرت الله أربعا وثلاثين مرة، ثم حمدته ثلاثا وثلاثين مرة، ثم سبحته ثلاثا وثلاثين مرة، وحين انتهيت من تسبيح الزهراء، شكرت الله، وعدت ثانية لمقعدي وأنا بشعور آخر وقناعة أخرى، فقد كنت أظن أن الصلاة في الطائرة متعبة، وأنها ربما ستحرجني أمام أعين النظار، غير أني كنت مخطئا.
فقد تبين لي أن الصلاة تكسبني احتراما خاصا، وتضفي علي هيبة محببة لحظتها واضحة حتى في أعين غير المسلمين ممن كانوا معي على متن الطائرة، بما في ذلك طاقم الطائرة نفسه.
وبينما كنت مستغرقا في تأملاتي، إذ قطع علي صوت المذيع تسلسل أفكاري معلنا بدء تقديم وجبة الغداء.
توزعت على الفور مضيفات الطائرة يسألن الركاب ما إذا كانوا يفضلون نوعا معينا مما تضمنته قائمة الطائرة من الطعام.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 9 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»