حقوق أهل الذمة في الفقه الإسلامي - تامر باجن أوغلو - الصفحة ٦
الأمان تأتي من ورائه نتائج فقهية. فإذا غادر المستأمن دار الإسلام تاركا فيها أموالا أو عقارا؟ فلا يحق لورثته الانتفاع بها. لأن التركة تصادرها الدولة الإسلامية. وحق التوارث يبقى قائما إذا مات المستأمن في دار الإسلام؟ مما يعني إضفاء الضمان على أمواله أيضا.
أما الذي يدخل دار الإسلام بدون أمان فلا يتمتع بحماية القانون أبدا. للمرء أن يقتله أو يستعبده أو يغتصب أمواله؟ لأن سلوك المسلم تجاه الأجنبي ليس بموضوع الفقه أبدا. فهو كما يقول الفقهاء مباح؟ ولا يمكن أن تزول إباحته إلا بالأمان الذي يجعل نفسه وأمواله حراما على المسلمين. بينما يجوز قتل الأجنبي المسافر بدون أمان أو استعباده؟ وملكه فئ. وإن دخل الأجنبي دار الإسلام سهوا أو ضرورة مثل غرق سفينة (أو سقوط طائرة) فللحاكم الإسلامي أن يقرر بحقه ما يشاء. إن أراد يطلق سراحه أو يستعبده أو يعدمه.
بعد أن عالجنا القضايا المتعلقة بدار الإسلام والحرب والأمان؟ علينا أن نذكر شيئا عن الجهاد بإيجاز قبل أن ندخل في موضوعنا الأساسي. فيمكن اعتبار الجهاد أهم نقطة نأخذها بعين الاعتبار في كل باب من أبواب بحثنا. إذ هو الذي يطبع طبيعة العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في الحرب والسلم.
والجهاد كما ذكرت سابقا فرض كفاية على المسلمين كافة؟ وكاد أن يكون ركنا سادسا من أركان الدين؟ أو فرض عين. إن التطور التدريجي الذي نلاحظه في تقرير الجهاد كواجب يطلعنا على أن صاحب القرآن أبدى استعداده في البداية للتعايش السلمي يوم كان أتباعه ضعفاء؟ الأمر الذي أدى إلى نزول آيات (مكية) يدعو محمد
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»