الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٣٢ - الصفحة ٣
كتاب الأيمان مسألة 1: في الأيمان ما هو مكروه، وما ليس بمكروه، وبه قال أكثر الفقهاء، وقال بعضهم: كلها مكروهة لقوله تعالى: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا.
دليلنا: ما روي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله قال ثلاث مرات: والله لأغزون قريشا، فلو كان مكروها ما حلف.
وروى ابن عمر قال: كان كثيرا ما يحلف رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه اليمين " لا ومقلب القلوب "، وروى أبو سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا اجتهد في اليمين قال: والذي نفس أبي القاسم بيده، والمعنى في الآية متوجه إلى اليمين به على قول البر والتقوى والإصلاح بين الناس فقال: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا، أي لا تبروا الناس ولا تتقوا الله، وقيل أيضا معناها لا تكثروا الأيمان بالله مستهزئين فيها في كل رطب ويابس فيكون فيه ابتذال الاسم.
مسألة 2: إذا حلف " والله لا أكلت طيبا، ولا لبست ناعما " كانت هذه يمينا مكروهة والمقام عليها مكروه، وحلها طاعة، وبه قال الشافعي وهو ظاهر مذهبه، وله فيه وجه آخر ضعيف، وهو أن الأفضل إذا عقدها أن يقيم عليها، وقال
(٣)