لماذا البحث عن المرأة المفقود عنها زوجها؟
لم يكن بحث المرأة المفقود عنها زوجها وليد الساعة. فقد عاش هذا الإنسان على الأرض وهو يسكن إلى أنفاس موجود آخر يلتقي معه في الإنسانية * (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون) * (1).
إلا أن حالة السكون هذه لم تسلم من المنغصات، ففي خضم صراع دائم ومرير بين الحق والباطل كان على الإنسان أن يجد له موطئ قدم بين الأسنة والرماح ومشقة الحياة ومواجهة الطبيعة لتنتهي الدراما في أغلب الأحيان بجبال من الأشلاء، وتكسر أجنحة الحرية فيختطف الفرد ويودع في أماكن قد لا يميز فيها الليل من النهار.
ما ذكرت وغيره جعل شريعة السماء وقانون الأرض تضع حلولا للمرأة التي قد تجهل مصير زوجها الذي رحل ولم يعد، فهذا قانون اشنونا الذي يعود إلى بلالاما ملك اشنونا (1860 ق م) نجده يتكون من مقدمة مكتوبة بالسومرية ومن (60) مادة دونت باللغة البابلية جاء فيه ان الزوج إذا غاب بحيث لا يعرف مصيره من الحياة أو الممات كأن اختطف أثناء الحرب أو غارة أو اخذ أسيرا واستمر غيابه مدة يعتبرها العرف السائد طويلة يحق للزوجة حل الرابطة الزوجية بإرادتها المنفردة والزواج من زوج ثان، ولم يعتبر المرأة مذنبة. نعم لو عاد الزوج الأول بعد زواجها من الثاني يسترجع زوجته (2).
واما قانون حمورابي فهو يميز بين ثلاث صور:
ألف - وجود النفقة الكافية لزوجة الغائب فعليها أن تحافظ على نفسها وإلا عوقبت بالموت