الخصائص الكبرى
لجلال الدين السيوطي الشافعي «849- 911 ه».
مرّت ترجمته في التعريف بكتابه «تاريخ الخلفاء» وتأتي في «اللئالي المصنوعة». وامّا كتابه «الخصائص الكبرى » فقد قال السّيوطي في تعريفه:
«هذا كتاب مرقوم يشهد بفضله المقرّبون، وسحاب مركوم يحيى بوابله الأقصون والاقربون، كتاب نفيس جليل، محلّه من الكتب محلّ الدّرة من الاكليل، أو موضع السجدة من آي التنزيل، كتاب أمرعت قطراته، واينعت ثمراته وعبقت زهراته، وأشرقت أنواره ونيّراته، وصدّقت أخباره آياته كتاب بسقت فنونهن، وأورقت غصونه واتّسقت أسانيده ومتونه، كتاب يؤجر قارئه ومستمعه، ويحفظ به ان شاء تعالى مؤلّفه فيما يأتيه ويدعه ويثبته بالقول الثّابت إذا حان مصرعه، ويكون له في عرصات القيامة نوراً يسعى بين يديه ويتبعه، كتاب جمع فأوعى ما كلّ عن جمعه ووهى كل بطل شديد القوى . كتاب فاق الكتب في نوعه جمعاً واتقاناً، يشرح صدور المهتدين ايقاناً ويزداد به الّذين آمنوا ايماناً. ديوان مستوف لما تناسخته السّفرة الكرام البررة، مستوعب لما تناقلته ائمّة الحديث بأسانيدها المعتبرة، مشتمل على ما اختصّ به سيّد المرسلين من المعجزات الباهرة، والخصائص الّتي أشرقت اشراق البدور السافرة.
أوردت فيه كلّ ما ورد، ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يردّ، وتتبعت الطرق والشّواهد، لما ضعف من حيث السّند، ورتبته أقساماً متناسقة، وأبواباً متلاحقة بحيث جاء بحمد اللَّه كاملًا في فنّه، وابلا مطرد جنه سابغة ذيوله. سائغة نيلوه، حلله ضافية، ومناهله صافية، وموارده كافية، ومصادره وافية لا تجمع