فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٤٠٠
ويشرب منه فيلين البطن، وإذا طبخ مرتين بالماء وشرب منه يبسه، وربما كان في قدر ملعقة من عصارات النبت قوى ومذقات مختلفة يدركها حسن المذاق لسرعة نفاذ الحس في البدن فلو اخذت شيئا من عصارة الافسنتين مع مثله من العسل وجدته حلوا مرا، وقد شبهت الشعراء هذا بطعم العشق، وقال إن كل شئ يسخن البدن تسخينا قليلا فهو حار في الدرجة الأولى، وكلما يسخن سخونة بينة فهو في الدرجة الثانية وان سخن سخونة شديدة فهو في الدرجة الثالثة وان كان مفرطا في الحر فهو في الدرجة الرابعة، وكذلك القول فيما كان باردا أو رطبا أو يابسا، وقد اقتصرت من ذكر هذه الدرج في الأبواب التي تقدمت أو تأخرت على اني قلت فيما هو في الدرجة الأولى من حر أو برد انه حار فإذا كان في الدرجة الثانية انه وسط في ذلك وإذا كان في الثالثة انه راجح فيه وإذا كان في الرابعة انه فائت فيه، وصيرت لما كان مسهلا منها بابا على حدة وستجده في بابه ان شاء الله، قال دياسقوريدوس ان ما التقط من الأدوية في الصيف كان أقوى مما يلتقط في الشتاء وينبت في الجبال اليابسة كان أقوى مما ينبت في السهل والرطوبات، فأولها الشيح راجح في حره ويبسه يخرج حب القرع من البطن، الإذخر وهو الجورجيا بارد رطب ينفع شرب عصيره من الأغراس وخروج المقعدة، الجعدة حار راجح في الحر يابس لطيف ينفع من سم الهوام، إكليل الملك حار فيه قبض يسير، فراسيون يفتح السدد في الكبد والطحال، هيوفاريقون حار
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»