الباب السادس في علامات الفالج واللقوة ان الفالج إذا كان في البدن كله ما خلا الوجه دل على أن الداء في فقار الظهر " الأول "، فإن كان في البدن والوجه جميعا دل على أن الداء في الدماغ، وان استرخت الأعضاء السفلى التي تحت الوجه كلها دون الاجزاء العليا دل على أن العلة في الجزء، المؤخر من الدماغ، فاما اللقوة فان كانت في بعض الوجه فالداء في العصبة التي تحرك ذلك الشق، وإذا استرخى أحد الشقين مال العضو إلى الشق الصحيح، لان العضلة الصحيحة القوية تجر العضلة السقيمة إلى نفسها، وذكر جالينوس انه رأى رجلا قد ذهب حسه وحركته كله ما خلا وجهه، وان نفسه كان صحيحا، غير أنه لم يكن يقدر ان يحبس بوله ورجيعه فدل ذلك على أن عضل المقعدة متصل بعصب الفقار " فتشنجت بتشنجه " فاما حركة الصدر وجلدة الرأس فإنه يكون من عصب الرقبة، وقال أيضا انه رأى رجلا ابتلت قلنسوته بالمطر فبردت رقبته لذلك وخدرت فذهب حس رأسه، ومن علامات الفالج انه يتقدمه صداع شديد بغتة وتتمدد الأوداج ويرى بين عينيه شعاعات وتبرد الأطراف ويختلج البدن كله ويثقل حركته ويصوت أسنانه في النوم وأكثر ما يعتري المشائخ وهو داء قل من ينجو منه بل يأتي بموت سريع لا سيما ان أصاب الشباب وربما طال ذلك،
(١٩٦)