فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٧٠
وهذا كحل ينفع من انتشار الأشفار يؤخذ من نوى التمر وزن ثلاثة دراهم وشقائق النعمان مثله اسحقهما واكتحل بهما، علاج القروح ينبغي أولا ان نخبر بعلاج القروح عامة ثم نخبر بعد ذلك شيئا بشئ، اعلم أن كل قرحة اما ان تكون بسيطة واما ان تكون مركبة، فان كانت بسيطة أعني ان تكون بشعا فقط فإنها ان كانت صغيرة فإنها تحتاج إلى ثلاثة أشياء: ضم النفس وحفظها على الانضمام بالرباط أو بالخياطة ويحفظها من أن يقع فيها شئ كالدهن، والغبار، وان كانت عظيمة لم تقدر على جمع الشفتين لأنها تبقى في عمق الجرح قرحة اما فارغة واما فيها رطوبة تجتمع من ضعف العضو ومن الوجع فيحتاج حينئذ الجرح إلى دواء يجفف ويفني الرطوبة ويملأ القرحة لحما، فان كانت القرحة مركبة، فإنها اما ان تكون مركبة، من علة أو من عرض، فإذا كان يسيل إليها فضلة فينبغي حينئذ ان يفرغ البدن ويصلح ويجفف القرحة تجفيفا شديدا، واما مع مرض واما مع عرض واما بسيطة واما مركبة كالعمود (؟) فإن كان بسيطا فينبغي ان يرد العضو إلى الاعتدال واما ان كان مركبا يعنى ان كان مع القرني عمق، فينبغي ان يملأ ذلك العمق لحما وذلك أن يداوي بالأدوية المانعة للطبيعة من انبات اللحم، واما الجلاء فينقي القرحة من الوسخ لان يملس، و أحسن الاستفراغ من مسام الجلد، واجده لطيفه ينفس (1) أكثر من غير أن يحس، وربما أحسناها إذا ضعفت الحرارة الطبيعية أو كثر عليها الغذاء، والأخرى غليظة مما يجمع الوسخ على البدن. وهاتان الفضلتان كلتاهما تجتمعان في القرحة كثيرا وفي العضو الوجع، فيحتاج لذلك إلى دواء يابس جلاء لينقي بيبسه الرطوبة اللطيفة وينقي بجلائه الغليظة، واما وجع عرض فكالوجع

(1) (ينقي)
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»