«في» إما ظرفية، وإما بمعنى الباء، كما في قوله:
و يركب يوم الروع منا فوارس * يصيرون في طعن الأباهر والكلى (١) كما قيل وكما في قوله تعالى: ﴿جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يدرؤكم فيه﴾ (٢) على ما قيل.
أو بمعنى التعليل كما في قوله تعالى: ﴿لمسكم فيما أفضتم﴾ (٣) وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما روي عنه: أن امرأة دخلت النار في هرة (٤).
أو للمصاحبة كما في قوله تعالى ﴿ادخلوا في أمم﴾ (٥) وقوله تعالى: ﴿فخرج على قومه في زينته﴾ (6) على ما قيل فيهما.
«أن» على وجهين: اسم وهو الضمير بمعنى «أنا» والذي في أوائل أنت وأخواته على قول الجمهور، وحرف وهو على وجوه:
منها: أن تكون مصدرية، وهي على وجهين: الأول: الناصبة للفعل المضارع، والثاني: المخففة من «أن» المثقلة.
والكلام هنا في الأولى، وقد تلغى عن العمل فترفع الفعل بعدها حملا على أختها «ما» المصدرية أو «أن» المخففة من الثقيلة، كقراءة ابن محيصين (7) (لمن أراد