تذييل سلافة العصر - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٥٤
أو نثر فاق الثريا والزواهر، تميز نظمه بالحكمة والعرفان، مشفوعا بإبداع وحسن بيان، ترفع عن مدح الولاة والملوك شعره، فارتفع في سماء الحقيقة والسلوك قدره، قصر مدائحه على ممدوح خالق الأكوان، وأتمها بمدح آله المطهرين في القرآن، وصدق الشعر منه المذهب، ليس كالأعذب فيه الأكذب، ومن غرر قصائده قصيدته الحكمية الموسومة بالقلادة، المشروحة بالإجادة ومطلعها:
ردي علي رقادي أيها الرود * علي أراك به والبين مفقود توفي عام الطاعون الذي ضرب البصرة والجزائر والدورق والحويزة، فأهلك جمعا كثيرا من علماء الحويزة والدورق وذلك سنة 1102 ه‍، وبهذه المناسبة الف المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري كتابه الموسوم ب‍ (مسكن الشجون في جواز الفرار من الطاعون) (1).

(1) وصف السيد نعمة الله الجزائري عليه الرحمة كارثة الطاعون هذه التي حلت بالمنطقة سنة 1102 ه‍، في كتابه (مسكن الشجون في جواز الفرار من الطاعون) فقال:
(وكان من أعظم المصائب لما فقد به من العلماء الصالحين خاصة في الحويزة والدورق وأنه أهلك عددا كبيرا من العلماء والأدباء والصالحين والأتقياء... الخ).
وقال أيضا في كتابه (مقامات النجاة):
(إنه بعدما انتقل الطاعون إلى بلدة الدورق أتى على أهلها وأفاضلها ومحدثيها وعلمائها فكانت مصيبة أصيب بها الدين وفقد بها حاملوا أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم. كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا... البيت. فوالهفاه على تلك المساجد التي أمست خالية المحراب، أبواب السماء تبكي على فقد أعمالهم، والأرض تنوح على حسن أقوالهم وأفعالهم... الخ).
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 » »»
الفهرست