4 - الشيخ فتح الله بن علوان الكعبي الدورقي (1):
ذو باع في الأدب مديد، ونظر في إدراك اللطائف حديد، وفهم في مواقع النكات سديد، وكد في اقتناص المعارف شديد، ويد تلعب بالمعاني لعب الراح بالعقول، وذهن انطبع فيه فنون المعقول والمنقول، رأيته في أواخر عمره وقد غيره الزمان:
إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان له كتب منها:
(كتاب زاد المسافر)، في تحرير واقعة البصرة، ذكر في أوله أحواله، وأنه ولد بقبان، ولما ترعرع اشتغل على أبيه، ثم ارتحل إلى شيراز واشتغل على السيد نعمة الله والسيد عزيز الله، والشاه أبي الولي وغيرهم.
ثم رجع إلى مولده وولي قضاء البصرة، إذ كانت في تصرف العجم، وأدرج في كتابه هذا كثيرا من الأدبيات وحرر فيه البديعيات أكمل تحرير، ومنها: كتاب الإجادة في شرح قصيدة السيد علي بن باليل الموسومة بالقلادة، ومطلعها:
ردي علي رقادي أيها الرود علي أراك به والبين مفقود