خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٢٦٣
وقوله: البسيط * لا در درك إني قد رميتهم * لولا حددت ولا عذري لمحدود * والتأويل هو أن لو حرف امتناع لامتناع ولا نافية بمعنى لم أي: لو لم ينازعني ولو لم أحد. ولا قد نفي بها الماضي نحو: فلا صدق ولا صلى أي: لم يصدق ولم يصل. أو لولا حرف امتناع لوجود وما بعدها مبتدأ بإضمار أن أي: لولا أن ينازعني ولولا أن حددت. ولما حذفت بطل عملها في تنازعني فارتفع. انتهى.
ولا حاجة إلى قوله: ولا قد نفي بها الماضي... إلخ بالنسبة إلى البيت الأول لأن لا إنما تؤول بلم إذا دخلت على الماضي كالبيت الثاني. وأما إذا دخلت على المضارع كالبيت الشاهد فلا تؤول به. وإنما قالوا عند إيراده وحده: إن لولا بمعنى لو لم لما ذكرنا.
وذهب الإمام المرزوقي إلى أن لولا الامتناعية قد يليها الفعل بقلة ولا حاجة إلى التأويل كالبيتين.
وأعلم أن لولا فيهما سواء كانت لو الشرطية مع لا أو امتناعية لا بد لها من جواب فجوابها إما في ما أوجبه بلى قبلها أو البيت الذي يليها وهو: والبيتان أو لا قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي. قال الإمام المرزوقي في شرحها: قوله: ألا زعمت أسماء... إلخ الزعم يستعمل فيما يرتاب به ولا يحقق
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»