وقال الشاعر: غدت من عليه البيت قال الأعلم: الشاهد فيه دخول من على على لأنها اسم في تأويل فوق كأنه قال: غدت من فوقه. وقال الخفاف في شرح الجمل: وقال أبو عبيدة: المعنى: غدت من عنده لأنها بعد خروج الفرخ من البيضة انتقلت الفوقية إلى العندية فصارت عنده لا عليه.
قال الأستاذ ابن خروف: بل الفوقية ثابتة ما دام صفة الفرخ وإن لم يكن تحت. والفوقية بجناحها. انتهى.
وصريح كلام سيبويه أن اسميتها إذا دخلت عليها من غير مختص بالضرورة. وهو ظاهر كلام غيره أيضا خلافا لابن عصفور فإنه زعم أن على في هذا البيت وفي أبيات أخر أوردها استعملت اسما للضرورة إجراء لها مجرى ما هي في معناه وهو فوق. ولم أر من قال إنه ضرورة غيره. ومذهب سيبويه يرد قوليه: أحدها: للفراء ومن تبعه من الكوفيين وهو أن: عن وعلى إذا دخل عليهما من باقيان على حرفيتهما لم ينتقلا إلى الاسمية. وزعموا أن من تدخل على حروف الجر كلها سوى مذ واللام والباء وفي.
وثانيهما: لجماعة من البصريين وهو ابن الطراوة وابن طاهر وابن خروف وأبو علي الرندي وأبو الحجاج بن معزوز والأستاذ أبو علي في أحد قوليه. زعموا أن على اسم دائما ولا تكون حرفا. وزاد الأخفش على سيبويه موضعا آخر من اسميتها وذلك: إذا كان مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين لمسمى واحد ومنه قوله تعالى: أمسك عليك زوجك وقول الشاعر:)