فتصافنوا الماء بالمقلة فقعد أصحاب كعب لشرب الماء فلما دار القعب إلى كعب أبصر النمري يحدد النظر إليه فآثره كعب بمائه وقال للساقي: اسق أخاك النمري يصطبح فذهبت مثلا.
فشرب النمري نصيب كعب ذلك اليوم ثم نزلوا من الغد منزلا آخر فتصافنوا بقية مائهم فنظر النمري إلى كعب كنظره بالأمس ففعل كعب فعلته بالأمس وارتحل القوم وقالوا: يا كعب ارتحل. فلم يكن به قوة النهوض وكانوا قد قربوا من الماء فقيل: رد كعب إنك وراد. فعجز عن الإجابة فلما يئسوا منه خيلوا عليه بثوب يمنعه من السباع وتركوه مكانه فمات فقال أبوه) يبكيه: البسيط * أوفى على الماء كعب ثم قيل له * رد كعب إنك وراد فما وردا * قال: وكان من جوده أنه إذا مات جار له أدى ديته إلى أهله وإن هلك لجاره بعير أو شاة أخلفه عليه فجاوره أبو دواد الإيادي فعامله بذلك فصارت العرب إذا حمدت مستجارا به لحسن جواره قالوا: كجار أبي دواد. ومنه قول قيس بن زهير: الوافر