خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٥٧٦
وقال الأعلم: نصب تقر بإضمار أن ليعطف على اللبس لأنه اسم وتقر فعل فلم يمكن عطفه عليه فحمل على إضمار إن لأن أن وما بعدها اسم فعطف اسما على اسم وجعل الخبر عنهما واحدا وهو أحب.
والمعنى: لبس عباءة مع قرة العين وصفاء العيش أحب إلي من لبس الشفوف مع سخنة العين ونكد العيش.
فإن قلت: ما الفرق بين واو الجمع وواو العطف وهل هما إلا شيء واحد قلت: واو الجمع في الأصل للعطف لكنه خص ببعض أحواله وذلك أن المعطوف قد يكون قبل المعطوف عليه في الوجود وقد يكون بعده وقد يكون معه نحو: جاء زيد وعمرو قبله أو بعده أو معه.
فخص واو الجمع بما يكون بمعنى مع فهو باعتبار أصل معنى العطف احتاج إلى تقدير مصدر منتزع من الأول. وباعتبار اختصاصه العارض بحال المعية صار كأنه قسيم للعطف المطلق الذي لا يتقيد. فواو الجمع عطف مقيد بالمعية وواو العطف غير مقيد بها. فهذا هو الفرق.
وقال اللخمي في شرح أبيات الجمل: ولو رفعت وتقر لجاز على أن ينزل الفعل منزلة المصدر ونحو قولهم: تسمع بالمعيدي فتسمع منزل منزلة سماعك. وكقول جرير يعني الفرزدق: المتقارب * نفاك الأغر بن عبد العزيز * وحقك تنفى من المسجد *
(٥٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»