خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٣٣٧
فقال: والله لقد أحسنت ولكن هذا لا يساوي عشرين ألف درهم فأين المال ها هو هذا.
قال: يا ربيع امض معه فأعطه أربعة آلاف درهم وخذ منه الباقي.
قال المؤمل: فخرج معي الربيع فحط ثقلي ووزن لي من المال أربعة آلاف درهم وأخذ الباقي.
فلما ولي المهدي الخلافة ولى ابن ثوبان المظالم فكان يجلس للناس بالرصافة فإذا ملأ كساءه رقاعا رفعها إلى المهدي فرفعت إليه رقعة فلما دخل بها ابن ثوبان جعل المهدي ينظر في الرقاع حتى إذا وصل إلى رقعتي ضحك.
فقال له ابن ثوبان: أصلح الله أمير المؤمنين ما رأيتك ضحكت من شيء من هذه الرقاع إلا من هذه الرقعة. فقال: هذه رقعة أعرف سببها ردوا إليه عشرين ألف درهم. فردوها إلي وانصرفت.
وروى بسنده أيضا عن أبي محمد اليزيدي عن المؤمل بن أميل قال: صرت إلى المهدي بجرجان فمدحته بقولي: المتقارب * تعز ودع عنك سلمى وسر * حثيثا على سائرات البغال * * وكل جواد له ميعة * يخب بسرجك بعد الكلال) * (إلى الشمس شمس بني هاشم * وما الشمس كالبدر أو كالهلال * * ويضحكه أن يدون السؤال * ويتلف من ضحكه كل مال * فاستحسنها المهدي وأمر لي بعشرة آلاف درهم.
وشاع الشعر وكان في عسكره رجل يعرف بأبي الهوسات يغني فغنى
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»