أخبرني الصولي قال: حدثني محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن إسماعيل قال: جلس أبان) فبلغ ذلك أبا عبيدة فقال في مجلسه: لقد أغفل السلطان كل شيء حتى أغفل أخذ الجزية من أبان اللاحقي هو وأهله يهود وهذه منازلهم فيها أسفار التوراة وليس فيها مصحف وأوضح الأدلة على تهودهم أن أكثرهم يدعي حفظ التوراة ولا يحفظ من القرآن ما يصلى به.
فبلغ ذلك أبانا فقال: الخفيف * لا تنمن عن صديق حديثا * واستعذ من تشرر النمام * * واخفض الصوت إن نطقت بليل * والتفت بالنهار قبل الكلام * وكان المعذل بن غيلان صديقا لأبان وكانا مع صداقتهما يتعابثان بالهجاء ويهجوه المعذل بالكفر وينسبه إلى الثنوية ويهجوه أبان بالفساء الذي يهجى به عبد القيس والقصر وكان المعذل قصيرا ومن هجوه: الطويل * رأيت أبانا يوم فطر مصليا * فقسم فكري واستفرني الطرب * * وكيف يصلي مظلم القلب دينه * على دين ماني إن هذا من العجب * وهجاه أبو نواس بقوله: المجتث