وابن دريد هو المرجع في هذا الأمر فينبغي أن يؤخذ بقوله. والله أعلم. و علي بن بدال بفتح الموحدة وتشديد الدال وآخره لام.
وأنشد بعده 3 (الشاهد السادس والستون بعد الخمسمائة)) الطويل * فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا يقطر الدما * على أن المبرد استدل به بأن الدم أصله فعل بتحريك العين ولامه ياء محذوفة بدليل أن الشاعر لما اضطر أخرجه على أصله وجاء به على الوضع الأول. فقوله الدما بفتح الدال فاعل يقطر والضمة مقدرة على الألف لأنه اسم مقصور وأصله دمي تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا.
والدليل على أن اللام ياء قولهم في التثنية: دميان وفي الفعل: دميت يده. هذا محصل مدعاه وهو إنما يتم على أن فتح الميم قبل حذف اللام وعلى أن الدما بمعنى الدم وعلى أن يقطر بالياء التحتية. وفي كل واحد بحث.
أما الأول فممنوع وإنما فتحة الميم حادثة بعد حذف اللام وهو مذهب سيبويه وذلك أن الحركة عنده إذا حدثت لحذف حرف ثم رد المحذوف ثبتت الحركة التي كانت قد جرت على الساكن قبل دخولها عليه بحالها.
ويشهد له قولهم: يديان فإنهم أجمعوا على سكون العين من يد من غير خلاف. وقد نراهم قالوا: يديان فحركوا عند الرد لأنها قد جرت محركة قبل رد اللام.