خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٤٠٦
((الكنايات)) أنشد فيها 3 (الشاهد السادس والثمانون بعد الأربعمائة)) * كأن فعلة لم تملأ مواكبها * ديار بكر ولم تخلع ولم تهب * على أن فعلة كناية عن موزونه مع اعتبار معناه وهو خولة. والبيت للمتنبي من قصيدة رثى بها خولة أخت سيف الدولة الحمداني ولم يصرح بلفظها استعظاما لكونها ملكة بل كنى عن اسمها بفعلة فلفظ فعلة حكمها حكم موزونها ممتنع من الصرف للعلمية والتأنيث فكذا فعلة ممتنع. وقد أورده الشارح المحقق في باب العلم أيضا. ومنه قول المتنبي أيضا:
* يا وجه داهية التي لولاك ما * أكل الضنى جسمي ورض الأعظما * قال ابن فورجة: داهية ليست باسم علم لمحبوبته ولكن كنى بها عن اسمها على سبيل التضجر لعظم ما حل به من بلائها أي: إنها لم تكن إلا داهية عليه. وزعم ابن جني أن داهية اسم التي شبب بها. ولم يصب الواحدي في قوله: الوجه قول ابن جني: فترك صرفها في البيت ولو لم يكن علما كان الوجه صرفها. اه. وقد نقل الشارح المحقق عن سيبويه أن حال كناية العلم في الصرف ومنعه كحال العلم. وبه يضمحل قوله: ولو لم تكن علما لكان الوجه صرفها.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»