خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٩٦
وروى غير القالي: ولا تبلى بضم التاء من الابتلاء وهو الاختبار أي: لا يختبر ما عندهم من النجدة والبأس وإن طال أمد الحرب لكثرة ما عندهم من ذلك. ويجوز على هذه الرواية صلوا بالحرب إلا بعد حين. وقوله: هم منعوا حمى إلخ الحمى: موضع الماء والكلأ.
والوقبى: بفتح الواو والقاف: موضع بقرب البصرة. وكان حديثه أن عبد الله ابن عامر كان عاملا لعثمان بالبصرة وأعمالها. واستعمل بشر بن حارث بن كهف المازني على الأحماء التي منها الوقبى فحفر بها ركيتين: ذات القصر والجوفاء فانتزعهما منه عبد الله بن عامر ووقعت الحرب بينهم بسبب ذلك وعاد الماء في آخر حروب ومغاورات إلى بني مازن. كذا قال شراح الحماسة. وقال أبو عبيدة: كانت الوقبى لبكر على إياد الدهر فغلبهم عليها بنو مازن بعون عبد) الله بن عامر صاحب البصرة لهم فهي بأيدي بني مازن اليوم. وكان بين بني شيبان وبين مازن حرب فيها وتعرف بيوم الوقبى قتل فيها جماعة من بني شيبان. انتهى. يقول: إن هؤلاء القوم الذين يمنعون حمى هذا المكان بضرب يجمع بين المنايا المتفرقة. وهذا يحتمل وجوها: يجوز أن يكون أن هؤلاء لو بقوا في أماكنهم ولم يجتمعوا في هذه المعركة لوقعت مناياهم متفرقة في أمكنة متغايرة وأزمنة متفاوتة فلما اجتمعوا تحت الضرب الذي وصفه صار الضرب جامعا لهم.
ويجوز أن يكون المعنى أن أسباب الموت مختلفة وهذا الضرب جمع بين الأسباب كلها. وحكي عن أبي سعيد الضرير أن المعنى أن الضرب إذا وقع ألف بين أقدارهم التي قدرت عليهم.
ويجوز أن يكون المراد: بضرب لا ينفس المضروب ولا يمهله لأنه جمع فرق الموت له. وقوله: فنكب عنهم إلخ الدرء أصله الدفع ثم استعمل في الخلاف لأن المختلفين يتدافعان. يقول: هذا الضرب نكب عن هؤلاء القوم اعوجاج الأعادي وخلافهم وداووا الشر بالشر.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»