خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٧١
ألا ترى أنه لا يجوز في الابتداء أن تقول: يا هذا أنك قائم ولا يا هذا أن قمت تريد علمت أو أعلم أو ظننت أو أظن. وأما حذف اللام من ويلك حتى تصير ويك فقد تقوله العرب لكثرتها في الكلام. قال عنترة:
* ولقد شفى نفسي وأبرا سقمها * قول الفوارس ويك عنتر أقدم *) وقد قال آخرون: إن معنى وي كأن أن وي منفصلة من كأن كقولك لرجل: وي أما ترى ما بين يديك فقال: وي ثم استأنف كأن يعني: كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء. وهي تعجب وكأن في مذهب الظن والعلم. فهذا وجه مستقيم. ولم تكتبها العرب منفصلة ولو كانت على هذا لكتبوها منفصلة. وقد يجوز أن تكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليس منه كما اجتمعت العرب على كتاب يا ابن أم: يبنؤم. قال: وكذا رأيتها في مصحف عبد الله وهي في مصاحفنا أيضا. اه. فعلم من كلامه أن ويكأن كلمة بسيطة بمعنى ألم تر والاستفهام للتقرير لا أنها مركبة من كلمتين إما من ويك ومن أن كما نقله عن بعض النحويين وإما من وي ومن كأن كما نقله عن بعض آخر. فما نقله الشارح المحقق عن الفراء نقل من مركب من قوله الذي صدره ومن القول الأول لبعض النحاة. قال النحاس بعد نقل ما نقله الفراء: وما أكثر خطأ هذا القول وذلك لأن المعنى لا يصح عليه لأن القوم لم يخاطبوا أحدا فيقولوا له: ويلك وكان يجب على
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»