خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٣٠
والمعنى: إن لم تقتلوا قاتلي وقبلتم ديتي فامشوا أذلاء بآذان مجعدة كآذان النعام. ووصف النعام بالمصلم تصغيرا لها وإن كانت خلقة. يقول: كأنكم مما تعيرون ليست لكم آذان تسمعون بها فامشوا بغير آذان. واختلف في النعام فقيل: إنها كلها صلم وقيل غير ذلك. وقولها: ولا تشربوا إلا فضول إلخ رواه أبو تمام: ولا تردوا وإذا ارتملت. قال التبريزي: يقال ترمل وارتمل إذا تلطخ بالدم فكان من عادتهم إذا وردوا المياه أن يتقدم الرجال ثم العضاريط والرعاة ثم النساء فكن يغسلن أنفسهن وثيابهن ويتطهرن آمنات مما يزعجهن فمن تأخر عن الماء حتى تصدر النساء فهو الغاية في الذل. وجعلت النساء مرتملات بدم الحيض تفظيعا للشأن. وقال النمري: قال أبو رياش: تقول: إذا قبلتم الدية فلا تأنفوا بعدها من شيء كما تأنف العرب واغشوا نساءكم وهن حيض. والفضول ها هنا: بقايا الحيض وسمى الغشيان وردا مجازا. وقال أبو محمد الأعرابي: معناه لا تردوا المواسم بعد أخذ الدية إلا وأعراضكم دنسة من العار كأنكم نساء حيض. وهذا كما قال جرير:
* لا تذكروا حلل الملوك فإنكم * بعد الزبير كحائض لم تغسل * وقال ابن الأعرابي بعد إيراده هذه الأبيات: إن المحزم بن سلمة أحد بني مازن بن زبيد قتل عبد الله بن معديكرب أخا عمرو وكان عبد الله لطم عبدا للمحزم على شراب فجاءت بنو مازن إلى عبد الله فقتلوه ورأسوا عليهم عمرو بن معديكرب فلما حضت عمرا أكب على) بني مازن بقتلهم وهم غارون فيقال:
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»