وأنشد بعده الشاهد الخامس والعشرون بعد الأربعمائة * قومي اللذو بعكاظ طيروا شررا * من روس قومك ضربا بالمصاقيل * على أنه قد تحذف النون من اللذون. وعكاظ بضم العين المهملة وبالتنوين باعتبار أنه اسم مكان. قال أبو عبيد في معجم ما استعجم: عكاظ: صحراء مستوية لا علم فيها ولا جبل إلا ما كان من الأنصاب التي كانت بها في الجاهلية وبها من دماء الإبل كالأرحاء العظام. وكانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا لمكة في الجاهلية. قال محمد بن حبيب: عكاظ بأعلى نجد قريب من عرفات. وقال غيره: عكاظ وراء قرن المنازل بمرحلة من طريق صنعاء وهي من عمل الطائف وعلى بريد منها وأرضها لبني نصر واتخذت سوقا بعد الفيل بخمس عشرة سنة وتركت عام خرجت الحرورية بمكة مع المختار بن عوف سنة تسع وعشرين ومائة إلى هلم جرا. قال أبو عبيدة: عكاظ فيما بين نخلة والطائف وكان سوق عكاظ يقوم صبح هلال ذي القعدة عشرين يوما وسوق مجنة تقوم عشرة أيام بعده وسوق ذي المجاز تقوم هلال ذي الحجة.
ثم قال: وعكاظ مشتق من قولك: عكظت الرجل عكظا إذا قهرته بحجته لأنهم كانوا يتعاكظون هناك بالفخر. وكانت بعكاظ وقائع مرة بعد مرة. وذكر أبو عبيدة أنه كان بعكاظ أربعة أيام: يوم شمطة ويوم العبلاء ويوم