من أظهر أن فهي في موضع اسم مرفوع كما قال: ومن آياته منامكم بالليل فإذا حذفت أن جعلت مؤدية عن اسم متروك يكون الفعل صلة له كقول الشاعر: وما الدهر إلا تارتان......................... البيت كأنه أراد: فمنهما ساعة أموتها وساعة أعيشها وكذلك: ومن آياته آية للبرق وآية لكذا. وإن شئت يريكم من آياته البرق فلا تضمر أن ولا غيره. انتهى.
وكذلك أنشده الزجاج في تفسيره عند قوله تعالى: من الذين هادوا يحرفون الكلم أي: قوم يحرفون كهذا البيت.
والمعنى منهما تارة أموت فيها فحذف تارة وأقام الجملة التي هي صفتها نائبة عنها فصار: أموت فيها فحذف حرف الجر فصار التقدير: أموتها ثم حذف الضمير فصار أموت. ومثله في الحذف من هذا الضرب بل هو أطول منه: الرجز * تروحي يا خيرة الفسيل * تروحي أجدر أن تقيلي * أصله: ائتي مكانا أجدر بأن تقيلي فيه فحذف الفعل الذي هو ائتي لدلالة تروحي عليه فصار مكانا أجدر بأن تقيلي فيه ثم حذف الموصوف الذي هو مكانا فصار تقديره أجدر بأن تقيلي فيه ثم حذف الباء أيضا تخفيفا فصار أجدر أن تقيلي فيه.
ففيه إذن خمسة أعمال وهي حذف الفعل الناصب ثم حذف الموصوف ثم