خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٤٧١
إلا أن بعضهم حكى أن حال لغة فيه.
ويجوز أن يكون حائل بمعنى متغير يقال: حال الشيء واحتال إذا تغير كأنه كان دارس البعض باقي البعض فلم يعد ذلك تغيرا كاملا ومتى كانت الرسوم بهذه الصفة ذكرت العهود أشد وجددت الغموم أجد.
ولذلك تمنى بعض الشعراء شمول الدروس عليها ليستريح منها فقال: الوافر * ألا ليت المنازل قد بلينا * فلا يرمين عن شزن حزينا *) وقوله: بعد عهد يجوز أن يريج بعد إلمام ويجوز أن يكون مصدر عهدت الروضة إذا أتى عليها العهد وهو كل مطر بعد مطر وجمعه عهاد.
وقوله: عفا بعد عهد الحي الخ ابتدأ يبين كيف عفا والمعنى: عفا الطلل والمكان بعد أن كان للحي فيه عهد.
والعهد: المنزل الذي لا يزالون إذا بعدوا عنه يرجعون إليه كأنهم تركوا النزول به وفارقوه فعفا يريد عفا منهم بعد عهدهم أي: بعد أن كانوا يعهدونه وقد بقي من آثارهم ومبارك إبلهم ما يستدل به على أنه ربعهم.
والدعس: شدة الوطء. وقال أبو نصر: هو تتابع الآثار. والجامل: اسم للجمع يقع على الذكور والإناث كالإبل وإن كان من لفظ الجمل.
وقوله: عفا غير نؤي الخ عفت آثار الدار وانمحت إلا نؤيا لا يستبان منها وأقطاعا من خوص المقل تمزقت لقدمها فتفرقت في الساحات وكثرت بترديد الرياح لها..
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»