يا حبذا عينا سليمى والفما يجوز أن يكون الفما في موضع رفع وهو اسم مقصور بمنزلة عصا وعليه جاء بيت الفرزدق: هما نفثا في في من فمويهما) فاعرفه. انتهى.
وقوله: هما نفثا ضمير التثنية راجع إلى إبليس وابنه كما يأتي. و نفثا: أي: ألقيا على لساني من نفث الله الشيء في القلب: ألقاهز وأصل نفث بمعنى بزق ومنهم من يقول: إذا بزق ولا ريق معه. ونفث في العقدة عند الرقية وهو البزاق اليسير. ونفثه نفثا أيضا: إذا سحره.
وروي أيضا: هما تفلا من تفل تفلا من بابي ضرب وقتل من البزاق يقال: بزق ثم تفل. و النابح: أراد به من يتعرض للهجو والسب من الشعراء وأصله في الكلب. ومثله العاوي بالعين المهملة. و الرجام: مصدر راجمه بالحجارة أي: راماه. وراجم فلان عن قومه: إذا دافع عنهم جعل الهجاء كالمراجمة لجعله الهاجي كالكلب النابح. وكأن الأعلم لم يقف على ما قبل هذا البيت ولهذا ظن أن ضمير التثنية لشاعرين من قومه نزع في الشعر إليهما.
وهذا البيت آخر قصيدة للفرزدق قالها آخر عمره تائبا إلى الله عز وجل مما فرط منه من مهاجاته الناس وقذف المحصنات وذم فيها إبليس لا غوائه إياه في شبابه. وهذه أبيات منها: الطويل * أم ترني عاهدت ربي وإنني * لبين رتاج قائما ومقام *