خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٩
* كأنها دلو بئر جد ماتحها * حتى إذا ما رآها خانها الكرب * ويلمها روحة * لا يذخران من الإيغال باقية * حتى تكاد تفرى عنهما الأهب * الهيق بالفتح: ذكر النعام. وشام: نظر إلى ناحية فراخه. وأفرخ: جمع فرخ. وهن أي: الأفرخ.
والنأي: البعد. والكثب بفتح الكاف والمثلثة القرب. يقول: موضعهن ليس منه بالبعيد الذي يؤيسه من أن يطلبهن أي: يحمله على اليأس ولا بالقريب فيفتر. وقوله: يرقد أي: يعدو الهيق عدوا شديدا. والعراص بمهملات: غيم كثير البرق. والحفيف بإهمال الأول: صوت الريح.
والنافجة: الريح الشديدة الباردة. وعنوانها: أوائلها. وحصب بفتح فكسر: فيه تراب وحصباء وهذا مما يوجب الإسراع إلى المأوى.
وقوله: تبري له صعلة الخ تبري: تعرض لهذا الهيق. صعلة: نعامة دقيقة العنق وصغيرة الرأس.
خرجاء: مؤنث الأخرج وهو ما فيه سواد وبياض. خاضعة: فيها طمأنينة. والخرق بالفتح: الأرض البعيدة تنخرق فيها الرياح. وبنات البيض: الفراخ لأنها تخرج من البيضة. يقول: الهيق والصعلة يعدوان عدوا شديدا كأنهما ينتهبان الأرض انتهابا كأنهما يأكلانها من شدة العدو) فهما يركضان إلى فراخهما خائفين البرد والمطر وغيرهما.
وقوله: كأنها دلو الخ أي: كأن هذه الصعلة دلو انقطع حبلها بعد أن وصلت إلى فم البئر فمضت تهوي شبهها بهذه الدلو التي هوت إلى أسفل. وجد: اجتهد. والماتح بالمثناة الفوقية: المستقي من البئر بالدلو. والكرب: العقد الذي على عراقي الدلو و العراقي: العودان اللذان في وسط الدلو. والمراد بخانها الكرب انقطع.
وقوله: ويلمها روحة الخ أي: ويل أم هذه الروحة. وإنما لم يجز أن يعود الضمير على صعلة كما عاد عليها ضمير كأنها في البيت المتقدم لأنه قد فسر
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»