خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
علينا وعليهم وأنتم أذل من النيب فأطيعوني يكن لكم عز الدهر وذهاب ذل العمر. فقالوا: نطيعك ولكن القوم أكثر منا وأقوى. قال: فإني أصنع للملك طعاما ثم أدعوهم إليه فإذا جاؤوا يرفلون في حللهم مشينا إليهم بالسيوف فقتلناهم وأنا أنفرد بعمليق وينفرد كل واحد منكم بجليسه فاتخذ الأسود طعاما كثيرا وأمر القوم فاخترطوا سيوفهم ودفنوها في الرمل ودعا القوم فجاؤوا حتى إذا أخذوا مجالسهم ومدوا أيديهم إلى الطعام أخذوا سيوفهم من تحت أقدامهم فشد الأسود على عمليق) وكل رجل على جليسه. فلما فرغوا من قتل الأشراف شدوا على السفلة فأفنوهم ونجا بعض طسم فاستغاث بحسان بن تبع فغزا حسان جديسا فقتلها وأخرب ديارهم وتفانى الحيان فلم يبق منهم أحد. و جو بفتح الجيم وتشديد الواو وهي منازل طسم وجديس وكان هذا الاسم في الجاهلية حتى سماها الحميري لما قتل المرأة التي تسمى اليمامة باسمها وقال الملك الحميري:
* وقلنا وسموها اليمامة باسمها * وسرنا وقلنا لا نريد إقامة * و العقب بضم العين وسكون القاف: العاقبة. و الدمار: الهلاك. وقوله: ومر دهر على وبار.. الخ هذا البيت من شواهد النحويين وأول من استشهد به سيبويه: على أن وبار وأورده شراح الألفية شاهدا على ورود وبار على اللغتين: إحداهما البناء على الكسر والثانية إعرابها إعراب ما لا ينصرف. وزعم أبو حيان: أنه يحتمل أن يكون وبار الثاني فعلا ماضيا مسندا إلى الواو. قال الأعلم: وبار: اسم أمة قديمة من العرب العاربة هلكت وانقطعت كهلاك عاد وثمود.
وقال البكري في معجم ما استعجم: قال أبو عمرو: وبار بالدهناء بلاد بها إبل حوشية وبها نخل كثير لا يأبره أحد ولا يجده وزعم أن رجلا وقع
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»