خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٥
.
وكون لفظ الجلالة أصله لاه هو أحد قولي سيبويه فيه. واختاره المبرد قال: أصله لاه على فعل مثل ضرب ثم دخلت أل عليه تعظيما لله عز وجل وإبانة له عن كل مخلوق فهو اسم وإن كان فيه معنى فعل. وأصل لاه: لوه أو ليه. قال: ولو كان كما ذكر سيبويه: أن أصله إلاه لكان قد حذف فاء الفعل وعينه لأنه يحذف همزة إله وهي فاء الفعل ثم تذهب العين إذا دخل الألف واللام ولم نر شيئا يحذف فاؤه وعينه.
قال السخاوي في سفر السعادة: و ليس كما يقال فإن عينه باقية لم تحذف.
والعجب من السخاوي حيث نقل عن المبرد بأن قول ابن عباس: الله هو الله ذو الألوهية يأله الخلق وقرأ ابن عباس: ويذرك وإلهتك أي: وعبادتك لأنهم كانوا يعبدون فرعون. يؤيد القول بكون أصله لاه ولم يتعقبه بشيء مع أنه يؤيد من قال: إن أصله إله. فتأمل.
وقال ابن الشجري في أماليه: والذي ذهب إليه س: من أن أصل هذا الاسم إله قول يونس والأخفش والكسائي والفراء وقطرب. وقال بعد وفاته لهؤلاء: وجائز أن يكون أصله لاه وأصل لاه ليه على وزن فعل ثم أدخل عليه أل. واستدل بقول بعض العرب: لهي أبوك يريدون وأنشد.. لاهه الكبار وقوله: لاه ابن عمك.. البيت. ا. ه كلام سيبويه.
وأقول: لاه على هذا تام على وزن جبل ومن قال لهي أبوك فهو مقلوب من لاه قدمت لامه التي هي الهاء على عينه التي هي الياء فوزنه فلع وكان أصله بعد تقديم لامه على عينه للهي فحذفوا لام الجر ثم لام التعريف وضمنوه معنى لام التعريف فبنوه كما ضمنوا معناها أمس) فوجب بناؤه. وحركوا الياء لسكون الهاء قبلها وكانت فتحة لخفتها ا. ه كلام ابن الشجري.
أقول: البيتان اللذان أوردهما ليسا في كتاب س وليس في الشعر دليل على أن الله أصله لاه لجواز أن يكون لاه مخفف إله حذفت الهمزة لضرورة الشعر بدليل
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»