خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٦
فسقاه سما فمات وبلغ ابن أخيه خالد ابن المهاجر خبره وهو بمكة فقال له عروة ابن الزبير: أتدع ابن أثال يفني أوصال عمك بالشام وأنت بمكة مسبل إزارك. تجره وتخطر فيه متخايلا فحمي خالد ودعا مولى له يدعى نافعا فأعلمه الخبر وقال له: لابد من قتل ابن أثال فخرجا حتى قدما دمشق وكان ابن أثال يمسي عند معاوية فجلس له في مسجد دمشق إلى أسطوانة وجلس غلامه إلى أخرى فلما حاذاه وثب إليه خالد فقتله وثار إليه من كان معه فحملا عليهم فتفرقوا حتى دخل خالد ونافع زقاقا ضيقا ففاتا القوم.
وبلغ معاوية الخبر فقال: هذا خالد بن المهاجر اقلبوا الزقاق الذي دخل فيه فأتي به. فقال له معاوية: لا جزاك الله من زائر خيرا قتلت طبيبي فقال خالد: قتلت المأمور وبقي الآمر فقال: عليك لعنة الله والله لو كان تشهد مرة واحدة لقتلتك به أمعك نافع قال: لا. قال: بلى والله ما اجترأت إلا به. ثم أمر بطلبه فأتى به فضربه مائة سوط وحبس خالدا وألزم بني مخزوم دية ابن أثال اثني عشر ألف درهم. وقال خالد في الحبس:
* إما خطاي تقاربت * مشي المقيد في الحصار * * فبما أمشي في الأبا * طح يقتفي أثري إزاري) * (دع ذا ولكن هل ترى * نارا تشب بذي مرار * * ما إن تشب لقرة * للمصطلين ولا قتار * * ما بال ليلك ليس ين * قص طوله طول النهار * * لتقاصر الأزمان أم * غرض الأسير من الإسار * ولما بلغت معاوية هذه الأبيات رق له وأطلقه. فرجع إلى مكة ولما لقي عروة
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»