وقد تخرقت إدواتي فأصلحيها يستطعم بذلك كلامها فقالت والله إني ما أحسن العمل وإني لخرقاء والخرقاء التي لا تعمل بيدها شيئا لكرامتها على أهلها فشبب بها وسماها خرقاء وقال أبو العباس الأحول سمي ذا الرمة لأنه خشي عليه العين وهو غلام فأتي به إلى شيخ من الحي وصنع له معاذة وشدت في عضده بحبل والمشهور القول الأول قال حماد الراوية امرؤ القيس أحسن الجاهلية تشبيها وذو الرمة أحسن الإسلام تشبيها وما أخر القوم ذكره إلا لحداثة سنه وأنهم حسدوه وكان الفرزدق وجرير يحسدانه على شعره ولقيه جرير فقال هل لك في المهاجاة قال لا قال كأنك هبتني قال لا والله ولكن حرمك قد هتكهن السفل وما أرى في نسوتك مترقعا قال أبو المطرف لم يكن أحد من القوم في زمانه أبلغ منه ولا أحسن جوابا ولقد عارضه رجل بسوق الإبل في البصرة يهزأ به فقال يا أعرابي أتشهد بما لا ترى قال نعم أشهد بأن أباك ناك أمك وقال أبو عمرو بن العلاء مرة ختم الشعر بذي الرمة والرجز برؤبة وقال أخرى كما في الموشح للمرزباني شعر ذي الرمة نقط عروس تضمحل عن قليل وأبعار ظباء لها مشم في أول شمها ثم تعود إلى أرواح البعر وإنما وضع منه لأنه كان لا يحسن الهجاء والمدح قال المبرد معنى قوله نقط عروس أنها تبقى أول يوم ثم تذهب وبعر الظباء إذا شممته من ساعته وجدت فيه كرائحة المسك فإذا غب ذهب ذلك منه وقد أسند هذا التعبير في حقه إلى جماعة منهم الفرزدق وجرير قال الأصمعي إن شعر ذي الرمة حلو أول ما تسمعه فإذا كثر إنشاده ضعف ولم يكن له حسن لأن أبعار الظباء أول ما تشم توجد لها رائحة ما أكلت من الشيح والقيصوم والجثجاث والنبت الطيب الريح فإذا أدمت شمه ذهبت تلك الرائحة
(١٢٠)