خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٩٢
جرير من فحول شعراء الإسلام وكان يشبه بالأعشى ميمون وكان من أحسن الناس تشبيبا قال الأصمعي سمعت الحي يتحدثون عن جرير أنه قال لولا ما شغلني من هذه الكلاب لشببت تشبيبا تحن منه العجوز إلى شبابها حنين الناقة إلى سقبها وكان من أشد الناس هجاء وقد أجمع علماء الشعر على أن جريرا والفرزدق والأخطل مقدمون على سائر شعراء الإسلام واختلفوا في أيهم أفضل وقد حكم مروان بن أبي حفصة بين الثلاثة بقوله (الكامل) * ذهب الفرزدق بالفخار وإنما * حلو الكلام ومره لجرير * * ولقد هجا فأمض أخطل تغلب * وحوى اللهى بمديحه المشهور * فحكم للفرزدق بالفخار وللأخطل بالمدح والهجو ولجرير بجميع فنون الشعر قال المدائني كان جرير أعق الناس لأبيه وكان أبنه بلال أعق الناس به فراجع جرير بلالا في الكلام فقال بلال الكاذب من ناك أمه فأقبلت عليه وقالت له يا عدو الله أتقول هذا لأبيك قال جرير فوالله لكأني أسمعها وأنا أقولها لأبي ولما بلغ موت الفرزدق جريرا قال (الكامل) * هلك الفرزدق بعد ما جدعته * ليت الفرزدق كان عاش قليلا * ثم أطرق طويلا وبكى فقيل له ما أبكاك قال بكيت على نفسي والله إني لأعلم أني عن قليل لاحقه فلقد كان نجمنا واحدا وكل واحد منا مشغول بصاحبه وقلما مات ضد أو صديق إلا تبعه الآخر ثم أنشأ يرثيه (الطويل)
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»