وهذا كله من الأصول لابن السيرافي إلا أن ابن جني بسط ما أجملة لابن السراج وهذا البيت من قصيدة طويلة لأمية بن أبي الصلت مطلعها (الطويل) * ألا كل شيء هالك غير ربنا * ولله ميراث الذي كان فانيا * * ولي له من دون كل ولاية * إذا شاء لم يمسوا جميعا مواليا * * وإن يك شيء خالدا ومعمرا * تأمل تجد من فوقه الله باقيا * * له ما رأت عين البصير وفوقه * سماء الإله فوق سبع سمائيا * وهذه قصيدة عظيمة تشتمل على توحيد الله وقصص بعض الأنبياء كنوح ويوسف وموسى وداود وسليمان عليهم السلام ويعجبني منها قوله * ألا لن يفوت المرء رحمه ربه * ولو كان تحت الأرض سبعين واديا * * يعالى وتدركه من الله رحمة * ويضحي ثناه في البرية زاكيا * وقوله في آخرها * وأنت الذي من فضل سيب ونعمة * بعثت إلى موسى رسولا مناديا * * فقال أعني يا بن أمي فإنني * كثير به يا رب صل لي جناحيا * * وقلت لهارون اذهبا فتظاهرا * على المرء فرعون الذي كان طاغيا * * وقولا له أأنت سويت هذه * بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا * * وقولا له أأنت رفعت هذه * بلا عمد أرفق إذا بك بانيا * * وقولا له أأنت سويت وسطها * منيرا إذا ما جنه الليل ساريا * * وقولا له من أخرج الشمس بكرة * فأصبح ما مست من الأرض ضاحيا * * وقولا له من أنبت الحب في الثرى * فأصبح منه البقل يهتز رابيا * * فأصبح منه حبه في رؤوسه * ففي ذاك آيات لمن كان واعيا * وقوله ولي له من دون كل ولاية ألخ هو خبر مبتدأ محذوف أي ربنا ولي وهو فعيل بمعنى فاعل من وليه إذا قام به وكل من ولي أمر أحد فهو وليه
(٢٤٣)