في متابعته حتى يتقدم إمامهم أو يرشدهم إلى أضيق الطرق أو يسخر بهم أو يرجمهم أو لا يوافقهم في معروف دل ذلك على بدعته وضلالته وربما تنكد من جهة ولاة الأمور فان الأنبياء عليهم السلام رؤياهم تدل على الملوك لأنهم ملوك الدنيا والآخرة وعلى العلماء لعلمهم بالله تعالى وقربهم منه على ما شرعوه من صلاة وزكاة وتوحيد وعبادة الله تعالى وعلى ولاة الأمور كالحكام والخطباء والأئمة المحتسبين أو المؤدبين لأنهم الداعون إلى الله تعالى وكل نبي يراه الانسان في صفة حسنة كان دليلا على حسن متابعة قومه له أو تجديد أمر صالح يظهر من جهتهم فان رؤى النبي في صفة حسنة كان ما يظهر من جهة أمته خيرا وإن كان في صفة غير لائقة كان ما يظهر من أمته تعديا ومخالفة لما كان يأمرهم به أو يزجرهم عنه كأمة موسى وهم اليهود وأمة عيسى وهم النصارى على زعم الفريقين وإلا فإنهم كلهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقد انقرضت أمة موسى وعيسى عليهما السلام بانتساخ شرعهما بشرعنا اليوم ومن ادعى النبوة في المنام ظهر منه نبأ على قدره فإن كان أهلا للملك ملك أو القضاء أو التدريس خصوصا إن أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر وإلا نزلت به آفة من ولى أمر بسبب باطل يدعيه أو بدعة يحدثها وإن صار في المنام رسولا أو داعيا إلى الله تعالى فان أجابه أحد وقبل منه دعواه نال منزلة رفيعة وإلا صار سمسارا أو مؤذنا على قدره ورتبته أو نزلت به آفة مناسبة لمحنة ذلك النبي الذي تسمى باسمه أو تشبه به، ومن رأى نبيا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام صار في موضع فإنهم إن كانوا في حرب ظفروا بعدوهم وإن كانوا في كرب أو قحط فرج الله تعالى عنهم وأصلح بالهم، ومن رأى أنه لبس ثوب نبي من الأنبياء عليهم السلام فإن كان من أهل الرياسة فإنه يصيب سلطانا وإن كان من طلاب العلم فإنه يبلغ منه إلى درجة عالية وتظهر فضائله وبراهينه، ومن رأى أنه نبي فإنه يموت شهيدا أو يقتر في رزقه ويرزق الصبر والاحتساب على المصائب ويصير بعده إلى الظفر والكفاية
(٣٦٠)